رغم انني دائما ابدا صباحي بالتفاؤل والايجابية ولا أحب ربط احداث ماضي الامس بصباح يومي الجديد فأن أرى ان صباح يوم جديد هو هدية وهبة أكرمنا الله تعالى بها ان كل يوم نتنفسه يعني اننا لا نازل على سطح الأرض فيه. الا انني اليوم كسرت القاعدة فقد اثار مسلسل نت فلكس ليلة البارحة تساؤلات قي نفسي فحرك مشاعر ارغمتني على الوقوف مع ذاتي قصرا فظهرت على السطح تساؤلات بيني وبين نفسي الرقيقة. هل انت سعيدة؟ ما الشعور الذي انتابك اليوم؟ ما بك؟ واتت الإجابة قطرات من عيني بللت وجهي تساقطت الدموع لتجيبني على تسألي بصمت وتبعتها انفاسي الحارقة التي عبرت عن صوتها حين ارتفع زفيرها تمالكت نفسي وحاولت استدراك الموقف وقلت لماذا تبكي بل لماذا انهرتي بالبكاء؟؟ ثم اوقفت هنا الحوار مع ذاتي فجأة. وكأنني اتهرب من حوار صوتي الداخلي فقررت الخلود للنوم وهو حيلة دائما ما الجئ اليها عندما تضيق بي السبل استيقظت مبكرا كعادتي كل صباح لكنني مازلت احمل من شعور الامس شيئا في نفسي وكأنه ينتظر استيقاظي ليرافقني. لكنني كعادتي اعارك مشاعري والزمن انخرطت فورا في انجاز مهام جدول اعمالي اليومي حتى لا اعطي لصوتي الداخلي فرصة للتحدث او الظهور تابعت بومي وانجزت عملي ثم بعد سكون ضوضاء يومي من البشر والحركة قررت ان ابوح بما في تفسي بالكتابة توجهت نحو أقرب واهدئ كافي وطلبت عصير البرتقال مع قطع الثلج اللذيذة مشروب اعتدت تناوله بعد انتهائي من عملي حيث اتصفح كتبي واكتب لكم صباحاتي المتنوعة كل يوم الغريب ان الحظ رافقني وكأنه يطبطب على قلبي فقد كان كوبي اليوم مجاني للمرة الثانية باعتقادي الشخصي هي نوع اخر من الطبطبة فتبسمت وتهيئت للكتابة. اثناء انهماك مع نفسي والكتابة حدث ما لفت انتباهي واثار مشاعري موقف جميل يحمل رسالة حب عنوانها انجاز ختم بسعادة وفرح ومسيرة نجاح تتحقق بعد جهد وكفاح مما جعلني أشارك في التعبير عن الفرحة معهم رغم انني لا اعرفهم وجدت نفسي اصفق بكلتي يدي بحماس شديد وابارك لتلك الفتاة لتي تحمل بين يديها شهادة تخرجها من الجامعة وتهتف بصوت مرتفع لصديقته التي تعمل موظفة في الكافي لقد تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بمعدل 4.12 بتقدير جيد جدا ارتسمت على وجههم علامات السعادة والفرح كم هو جميل مشاركة الاخرين فرحتهم وانجازهم, رغم انه موقف عابر الا انه صنع يومي وبث في نفسي شعور بالإيجابية والسعادة باركت لها تخرجها احتضنها وتمنيت لها تحقيق جميع امنياتها المستقبلية واخبرتها انني أقوم بتالف كتاب وقد ذكرت فيه لحظة تعبيرها عن فرحة تخرجها قرأت ما دونت بكل سعادة ووثقت ذلك لصديقتها على شبكات التوصل وهي تصف لهم سعادتها بما حدث وتقول هل انتم مستوعبين لقد قابلت امرأة جميلة تقوم بتأليف كتاب وقد ذكرتني فيه قاطعتها حينها بكلمة انت تستحقيني و طلبت منها ان تشارك في اكمل القصة بكتابة معدلها فأبدت رغبتها بالكتابة وعلامات السعادة تغمر وجهها الجميل شكرتني بحماس وحب وهالة السعادة تحيط بها. قررت حينها بعدما شاهدته من كمية جمال الموقف ان اعقد هدنة مؤقتة مع مشاعري اليوم ان اتعامل معها بكل هدوء وحنان احررها برفق احتويها حتى لا تتحكم بي قلت لنفسي انها مشاعر عابره وستزول لماذا جعلتها تتحكم بي ليلة البارحة وتكمل معي بقية يومي وتتأثر على طاقتي. انا الان لدي تواصل داخلي عالي ولن اجعل الخارج يدير مشاعري ويتحكم بي انا الان واعية لكل شعور ولدي قدرة على خلق التوازن والحياد فالمقود بيدي واشعر انني ولله الحمد أكثر حكمة ونضج ووعي بإدارة مشاعري. فاخترت ان احول مشاعري اليوم الى مشاعر سلام وهدوء فقمت بالاستماع الى اغنية بصوت لبنان الأصيل للرائعة فيروز يا جارة الوادي طربت فعادني ما يشبه الاحلام من ذكراك فأبدلت صباحي وتحكمت بمشاعري وحولتها باختياري بعد ان اعترفت بها واعطيتها حقها وسمحت لها بالرحيل . دمتم بخير وغدا يوم جديد وصوت داخلي جديد.